تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ماهو السُكري ؟

 السكري هو حالةٌ مزمنة خطيرة تؤثر في ملايين الأشخاص حول العالم.
وهو مرض شائع حيث يعاني 537 مليون شخص بالغ حول العالم من أحد أنواع السكري، وتزداد الحالات الجديدة بمقدار 3% بالمتوسط كل عام.

 السكري حالة طويلة الأمد تُسبِّب ارتفاع مستويات الجلوكوز. وتحدث هذه الحالة عندما لا يتمكن البنكرياس من إفراز إنسولين كافٍ للجسم، وهو الهرمون الذي يقلل مستوى الجلوكوز بالدم، أو عندما لا يتمكن الجسم من استخدام الإنسولين بشكل فعّال.

هناك أنواع مختلفة من السكري. يمكنك معرفة أنواع السكري الرئيسية، بما في ذلك الأسباب والأعراض والعلاجات أدناه

السكري من النوع الأول

يعاني 5 إلى 10% من المصابين بالسكري من النوع الأول. ينتج ذلك عن مهاجمة الجهاز المناعي بالجسم للخلايا في البنكرياس وتدميرها، ممّا يعني عدم قدرة الجسم على إفراز إنسولين كافٍ (في معظم الأحيان).

السبب الدقيق للسكري من النوع الأول غير معروف حاليًا. ومع ذلك، فإن عوامل الخطر لظهور النوع الأول
تشمل التاريخ المرضي للعائلة  وسجل الإصابة ببعض أنواع العدوى الفيروسية في مرحلة الطفولة. تظهر غالبية حالات السكري من  النوع الأول عند الأطفال والمراهقين. ولا يوجد علاج حتى الآن يمكنه منع الإصابة بمرض السكري من النوع الأول.

تختلف كل حالة عن الأخرى، لكن توجد مجموعة من الأعراض المميزة التي غالبًا ما تظهر عند الإصابة بمرض السكري من النوع الأول. تشمل هذه الأعراض العطش الشديد والتبول المتكرر وفقدان الوزن والجوع المستمر والتعب وتغيرات الرؤية.

يتعين على المصابين بالسكري من النوع الأول أخذ الإنسولين يوميًّا لتنظيم مقدار الجلوكوز في الجسم. يتم إعطاء الإنسولين
عادةً عن طريق الحقن أو التسريب المستمر تحت الجلد أو من خلال العلاج بمضخة الإنسولين (يُعرف أيضًا باسم CSII، التسريب المستمر تحت الجلد). يُعَدّ الوصول إلى مستويات الجلوكوز المستهدفة مهمًا للغاية في منع مضاعفات السكري وإبطائها.
إذا تم تشخيصك بالإصابة بالسكري من النوع الأول، فإن فريق الرعاية الصحية سيقوم بتوعيتك بشأن المفاهيم المهمة مثل تكييف جرعة الإنسولين مع كمية الكربوهيدرات التي تتناولها ومستوى الجلوكوز قبل الوجبات وأي نشاط مُتوقَّع قد تقوم به.
 

مرض السكري من النوع الثاني

يمثل مرض السكري من النوع الثاني أغلبية الحالات حول العالم، حيث إن حوالي 90% من حالات مرض السكري حول العالم من النوع الثاني. 
يحدث ذلك عندما يقاوم الجسم تأثيرات الإنسولين، الأمر الذي لا يمكن التغلب عليه بإفرازِ مزيدٍ من الإنسولين.
في البداية، يظهر السكري من النوع الثاني -في الغالب- بدون أعراض على الإطلاق. يظهر ببطء ويستغرق غالبًا فترةً طويلةً حتى يتم الاكتشاف عن الحالة وتشخيصها. وبدلًا من ذلك، قد يتم تشخيص بعض الحالات بعد التواصل مع فريق الرعاية الصحية بسبب مضاعفات الحالة مثل مشاكل القلب أو الرؤية.

يوجد نوعان من عوامل الخطر للسكري من النوع الثاني، ثمة نوع لا يمكن تغييره، والنوع الآخر يمكن تغييره مثل خيارات نمط الحياة [3]. تشمل عوامل الخطر التي لا يمكن تغييرها:

  • العمر
  • النوع
  • التاريخ المرضي للعائلة في الإصابة بالسكري
  • إذا كنتِ عانيتِ من السكري أثناء الحمل
  • إذا كان وزنكِ عند الولادة أقل من الوزن الطبيعي
     

عوامل الخطر القابلة للتغيير والمتعلقة بنمط الحياة لمرضى السكري من النوع الثاني هي:

  • زيادة مؤشر كتلة الجسم
  • انخفاض النشاط البدني
  • سوء التغذية
  • ارتفاع ضغط الدم
  • التدخين

بعكس السكري من النوع الأول، توجد طرق فعّالة لمنع الإصابة  بالسكري من النوع الثاني. أظهرت التجارب أن الأشخاص المعرضين بشدة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني يمكن أن يقللوا من الخطر بشكل كبير عبر تدخلات محددة، مثل برامج تعديل نمط الحياة.

يقلل النشاط البدني المنتظم من مخاطر السكري وارتفاع سكرية الدم، كما أنه عامل مهم في التحكم بالوزن، الذي يمثل عامل خطر آخر للسكري.

تتعيَّن إدارة السكري من النوع الثاني. يبدأ معظم الأشخاص بتغيير نمط الحياة، مثل ممارسة التمارين أو فقدان الوزن، باعتبار ذلك خط العلاج الأول. ومع ذلك، إذا لم تساعدك هذه التغييرات على الوصول لمستويات الجلوكوز المطلوبة بالدم أو الحفاظ عليها؛ فسوف يتم استخدام الأدوية كخط علاج ثانٍ. 

يمكن أن تنطوي إدارة السكري من النوع الثاني على العديد من العلاجات المختلفة. إذا كان مستوى الجلوكوز مرتفعًا للغاية أو يتسبب في ظهور أعراض، فيمكن حينئذ البدء بالإنسولين كعلاج أول. وفي نهاية المطاف، يتناول الكثير من المصابين بالسكري من النوع الثاني الإنسولين كعلاجٍ لهم.
 

مرض سكري الحمل

 سكري الحمل هو حالة مؤقتة تظهر أو يتم التعرف عليها عند الحمل. يتم الكشف عنه وتشخيصه عادةً من خلال الفحص الصحي قبل الولادة، وليس من خلال الأعراض المُبلَّغ عنها.

تزداد احتمالية حدوث بعض المضاعفات لدى المصابات بسكري الحمل خلال فترة الحمل والولادة. يمكن أن تؤثر هذه المضاعفات في الرضيع.

ثمة العديد من الأمور التي يتعين رصدها؛ إذا كانت المرأة تعاني من سكري الحمل. وتشمل هذه الأمور ما يلي

  • المراقبة الذاتية اليومية لمستويات الجلوكوز .
  • فحوصات الموجات فوق الصوتية لتقييم كيفية نمو الجنين.
  • مراقبة ضغط الدم ومستوى البروتين في البول.
     

تشمل إدارة  سكري الحمل:

  • الاستشارات الغذائية لضمان أن السعرات الحرارية في الطعام كافية لتلبية احتياجات الحمل مع المساعدة على الوصول إلى مستويات الجلوكوز المطلوبة .
  • يمكن البدء في العلاج بالإنسولين؛ إذا كان العلاج بالتغذية غير كافٍ للتحكم بمستوى الجلوكوز .
  • التأكد من ولادة الطفل الرضيع في الوقت المناسب، والذي يكون عادةً خلال الأسبوع الثامن والثلاثين من الحمل، ما لم يكن هناك سبب آخر يستدعي حدوث الولادة في وقتٍ سابقٍ لذلك.
     

العلامات والأعراض

يشير السكري إلى مجموعة من الأمراض التي تؤثر في كيفية استخدام الجسم لسكر الدم (الجلوكوز). الجلوكوز مصدر طاقة مهم للخلايا التي تشكل العضلات والأنسجة. كما إنه مصدر الطاقة الرئيسي للدماغ.

يختلف السبب الرئيسي للسكري حسب نوعه. وبغض النظر عن نوع السكري الذي تعاني منه، فإنه يمكن أن يؤدي إلى زيادة الجلوكوز. يمكن أن تنجم مشكلات صحية خطيرة عن الارتفاع المفرط للسكر .

تشمل حالات السكري المزمنة من النوع الأول والسكري من النوع الثاني. التي يُحتمل عكسها الإصابة بمقدمات السكري وسكري الحمل. تحدث مقدمات السكري عندما تكون مستويات السكر أعلى من المستويات الطبيعية. لكن لا تكون مستويات السكر مرتفعة لدرجة إطلاق اسم مرض السكري عليها. يظهر سكري الحمل أثناء الحمل. لكن قد يزول بعد الولادة.

انقر فوق هذا الرابط لرؤية قائمة العلامات والأعراض.

 

التشخيص

الاكتشاف المبكر للسكري وبدء العلاج مهم للغاية في إدارته دون حدوث مضاعفات. 
أو  حالةٌ خطيرة ومزمنة، ويصيب ملايين الأشخاص، حيث يُقدَّر عدد المصابين بالسكري حول العالم بـعدد 537 مليون شخص. ومن هذا العدد، يُعتقد وجود 240 مليون شخص يعانون من السكري مع عدم تشخيصهم به،

ما يعني وجود شخص واحد تقريبًا من بين كل شخصين بالغين مصابين بالسكري لا يدركون أنهم يعانون منه. يزيد عدد الأشخاص المصابين بالسكري بنسبة  3% كل عام.

يمكن أن ينطوي تشخيص السكري على مجموعة من الاختبارات المختلفة. انقر فوق هذا الرابط لمعرفة المزيد عن كيفية تشخيص مرض السكري.


 

علاج المرض والسيطرة عليه

 السكري عبارة عن مجموعة من الحالات التي تتسم بارتفاع مستوى الجلوكوز (يُعرف أيضًا باسم "سكرية الدم")، ويحدث ذلك بسبب مشكلات متعلقة بالإنسولين، وهو هرمون يفرزه البنكرياس لتنظيم الجلوكوز في الدم و/أو المستقبلات المستهدفة بالإنسولين. إذا أُصيب أحد الأشخاص بالسكري، فإن ذلك يعني عدم قدرة الجسم على إفراز أي إنسولين أو ما يكفي من هذا الهرمون أو استخدامه بفعالية.

يظهر مرض السكري من النوع الأول، الذي يشكل من 5 إلى 10% من الحالات، عن طريق مهاجمة جهاز المناعة للخلايا التي تفرز الإنسولين بالبنكرياس. يظهر السكري من النوع الثاني، الذي يشكل من 90 إلى 95% من الحالات المُشخصة، عبر مزيج من مقاومة تأثيرات الإنسولين مع مستوى محدد من مشكلات إفراز الإنسولين.

تتوافر مجموعة من العلاجات التي يمكن أن تساعد في إدارة  السكري. انقر فوق هذا الرابط لمعرفة المزيد عن علاج السكري وإدارته.

مضاعفات مرض السكري

يمكن أن يتسبب السكري من أي نوع في مضاعفات بأجزاء كثيرة مختلفة من الجسم.
يمكن أن تشمل المضاعفات الحادة (قصيرة الأجل) حالات مرتبطة بارتفاع مستوى الجلوكوز مثل الحماض الكيتوني السكري وغيبوبة فرط الأسمولية. يمكن أن يحدث انخفاض مستوى الجلوكوز في جميع أنواع السكري، وقد يتسبب في فقدان الوعي أو نوبات صرع.

يمكن تصنيف المضاعفات طويلة الأمد إلى مضاعفات أوعية دقيقة أو مضاعفات أوعية كبيرة. تشمل مضاعفات الأوعية الدقيقة تلف الجهاز العصبي (الاعتلال العصبي) ومشاكل في الكلى وتلف الجهاز البولي (الاعتلال الكلوي) ومشكلات في الرؤية (الاعتلال الشبكي). تشمل مضاعفات الأوعية الكبيرة الأمراض القلبية الوعائية والسكتات الدماغية وأمراض الأوعية المحيطية، مما قد يؤدي إلى عدوى وجروح لا تلتئم، وخاصة في القدم.

ورغم أن قائمة المضاعفات الطويلة تبدو مخيفة، إلا أن ثمة بعض الأمور يمكنك القيام بها لتقليل مخاطر حدوث هذه المشكلات. يمكن أن يؤدي تحسين مستويات الجلوكوز وضغط الدم ومستويات الكوليسترول إلى تقليل مخاطر المضاعفات. وتساعد الإدارة السليمة على السكري باستخدام الأدوية واتباع نمط حياة صحي والرعاية الذاتية والفحوصات المنتظمة في منع مضاعفات السكري.

أظهرت تجربة مهمة على أشخاص مصابين بالسكري من النوع الأول، نُفِّذت في أواخر ثمانينيات القرن الماضي ومطلع التسعينيات، أن الإدارة الدقيقة لمستوى السكر في الدم قد قللت من مخاطر تلف العين والكلى والأعصاب بنسبة تتراوح بين 30 و90%.

 السكري حالة شائعة للغاية بين ملايين الأشخاص حول العالم. هناك أنواع مختلفة من السكري.
يمكن أن يسبب السكري مجموعةً من المضاعفات، لكن من المهم معرفة أن ثمة مجموعة من الإجراءات يمكنك اتخاذها لتقليل مخاطر المضاعفات بشكل كبير.

سواء كنت تعاني من السكري من النوع الأول أو النوع الثاني أو مرض سكري الحمل، فإن فريق الرعاية الصحية سيدعمك في إدارة حالتك والإجابة عن أي تساؤلات قد تكون لديك.